التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء

الطفل العصبي

يلجأ العديد من الأطفال إلى تفريغ شعورهم بالغضب عن طريق البكاء أو الصراخ، ورمي الأشياء، وغيرها من التصرّفات الخاطئة، سواء في البيت أو الأماكن العامة، وهذا ما يجعل العديد من الآباء يشعرون بالإحباط، ولكن كيف تتعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء ؟ [1]

سيقدم لنا الدكتور محمد أبو لباد أخصائي الأطفال وحديثي الولادة الإجابة في هذا المقال.

التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء

هناك العديد من النصائح التي يُمكن أن يتبعها الأهل للتعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء، وتشمل:[2] [3] [4]

قم بتهدئة طفلك من خلال إيجاد الوسائل الصحيحة

عند إصابة طفلك بنوبة عصبية وبكاء، ينبغي عليك توجيه انتباهه لشيء آخر لمساعدته على استعادة هدوئه والسيطرة على انفعاله.

يُمكن إيجاد عدد من الوسائل وتسميتها وسائل التهدئة ومنها:

  • كتب التلوين.
  • قصة ممتعة.
  • لعبة مفضلة عند الطفل.

يمكنك توجيهه بقولك له: “اذهب وأحضر وسائل التهدئة الخاصة بك”. وهذا يشجع طفلك على تحمل مسؤولية تهدئة نفسه.

ساعد طفلك على تنمية الذكاء العاطفي لديه 

من المرجح أن يقوم طفلك بردود فعل عصبية لأنه لا يفهم مشاعره أو لأنه غير قادر على التعبير عنها، وهذا ما قد يدفعه إلى إساءة التصرف لجذب انتباهك.

لمساعدة طفلك على تعلم كيفية التعرف على المشاعر وتصنيفها، قم بما يلي:

  • ابدأ بتعليمه الكلمات التي تدل على المشاعر الأساسية مثل “حزين” و”سعيد” و”خائف”.
  • استخدم هذه المصطلحات عندما تتحدث معه مثل” يبدو أنك تشعر بالغضب الآن”، وبمرور الوقت، سيتعلم كيفية تصنيف مشاعره.

عندما يطور طفلك فهمًا أفضل لمشاعره وكيفية وصفها، علمه كلمات أكثر تعقيدًا مثل الإحباط وخيبة الأمل والقلق والوحدة.

لا تستسلم لـ عصبية الطفل وكثرة بكائه

يتعرّض بعض الآباء للارتباك عاطفيًّا عندما تبدأ نوبات العصبية والبكاء لدى طفلهم خاصًة في الأماكن العامة، مما يجعلهم يلجؤون لتلبية طلباته ورغباته حتّى لو كان مخطئاً.

وذلك التصرّف سيجعل الطفل العصبي يعتمد على أسلوبه العصبيّ ويتمادى في مشاعره كلّما أراد الحصول على شيء ما.

لذلك يجب عدم الاستسلام أمام نوبات العصبية،  مع ضرورة الإصرار على الأمر الصائب والجدال مع بهدوء.

علم طفلك كيفية السيطرة على نوبات العصبية

غالبًا ما يصاب الأطفال الصغار بنوبات الغضب لأنهم يريدون شيئًا ما ولكنهم لا يعرفون كيفية الحصول عليه.

لذلك عندما تبدأ نوبة العصبية حاول أن تمسك يدي طفلك وأن تخبره ما يلي: “أنت تشعر بالغضب قليلاً الآن وأنا كذلك، دعنا نأخذ نفسًا عميقًا لمساعدتنا على الهدوء، حتى نتمكن من معرفة ما يحدث”.

قم أيضًا بالآتي:

  • علمه عبارات مفيدة يُمكن له أن يقولها لنفسه عندما يشعر بـ العصبية مثل: “أستطيع أن أفعل ذلك. “يمكنني البقاء هادئًا.”
  • اطلب من الطفل أن يرسم صورًا للأماكن التي يشعر فيها بالهدوء والسعادة.
  • استخدم مقياس يحتوي على علامتين بالأحمر والأزرق، حيثُ يعبر اللون الأحمر عن غضبه بينما الأزرق يعبر عن هدوئه، واطلب منه خفض “درجة غضبه “من الأحمر إلى الأزرق”.

اقرأ أيضًا: كيف أنظم نوم طفلي؟

حاول البقاء هادئًا

المبالغة برد الفعل مثل الصراخ أو الانفعال تجاه سلوك الطفل الخاطئ قد يزيد الأمر سوءًا الهدوء؛ لأنّ الطفل سيشعر أنّ عليه أن يبذل جهدًا أكبر لمحاولة استعادة السيطرة.

لذا حاول أن تحافظ على هدوئك وركز أكثر على ردود الأفعال الجسديّة، لأنّ ذلك يُعزّز من موقفك ويجعلك أكثر سيطرةً على الموقف وقم بالاستعانة بأسلوب التفاهم بعيداً عن التوتر.

ابقى على تواصل مع طفلك

قد يلجأ العديد من الأهل إلى معاقبة طفلهم بإرساله إلى غرفته عندما يتصرف بعصبية حتى يهدأ، ولكن ما لا يعلمونه بأنّ ذلك قد يولد لديه مشاعر الخيبة، والعجز.

لذلك ينبغي عليك الحفاظ على التواصل مع طفلك أثناء نوبة العصبية، من خلال الاستماع إليه وإظهار التفاهم والتعاطف معه.

 يُمكن أن يعود عليه ذلك بالفائدة الكبيرة من خلال تعزيز سيطرته على نفسه بطريقة صحيحة بدلاً من مقاومته لمشاعره، وسيُصبح أكثر قدرة على ضبط نفسه والتعامل مع مشاعره في المرّات اللاحقة.

اختار طرق عقاب فعّالة

احرص على اتخاذ عقوبة مناسبة لطفلك عندما يرتكب تصرّفاً خاطئاً بسبب عصبيّته، مع ضرورة الالتزام بتنفيذ العقوبة في كلّ مرّة يُخطئ فيها حتّى يتمكّن من ضبطِ تصرّفاته.

قم باختيار عقاب فعّال وغير مبالغ فيه، مثل: حرمانه من بعض الأشياء التي يُحبها، أو اطلب منه إصلاح ما تسبّب بخرابه بسبب عصبيّته، وغيرها من العقوبات.

اقرأ أيضًا: مرض الحصبة.

كن قدوة حسنة له

يقوم معظم الأطفال بتقليد ما يرونه أمامهم من تصرفات تنجم عن من يعتبرونهم قدوة لهم، ففي حال كان أحد الآباء يتصرف بعصبية في معظم المواقف، فإنّ الطفل سيتصّرف بالمثل إذا تعرّض لموقفٍ مشابه.

وهذا يعني ضرورة السيطرة على ردود الأفعال أمام أطفالك ويجب وأن تكون قدوة حسنة لهم.

اصطحب طفلك لممارسة الأنشطة المختلفة

بقاء الطفل نشيطًا قد يكون وسيلة فعّالة لتقليل أو إيقاف مشاعر العصبية لديه، ويمكن أن يكون أيضًا وسيلة لتحسين مشاعر التوتر أو القلق أو الاكتئاب.

بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، يمكن أن تكون هذه الأنشطة البسيطة جيدة، مثل:

  • اصطحاب الطفل في جولة مشي قصيرة.
  • الركض أو الجري.
  • ركوب الدراجات.
  • ممارسة الألعاب المفضلة له في الخارج مثل كرة القدم وغيره.

للمتابعة والرد على استفساراتكم لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور محمد أبو لباد

المصادر:

  1. PsyD, V. L. (2023, October 9). Angry kids: Dealing with explosive behavior. Child Mind Institute. https://childmind.org/article/angry-kids-dealing-with-explosive-behavior/
  2. Lcsw, A. M. (2021, October 17). 7 Ways to help a child Cope with Anger. Verywell Family. https://www.verywellfamily.com/ways-to-help-an-angry-child-1094976#toc-develop-a-calm-down-plan
  3. Abrams, Z. (2023, April 21). Here’s advice from psychologists on how to help kids cope with anger and frustration. https://www.apa.org. https://www.apa.org/topics/parenting/managing-preschool-aggression
  4. Website, N. (2023b, July 25). Helping your child with anger issues. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/children-and-young-adults/advice-for-parents/help-your-child-with-anger-issues/
Tags: No tags

Comments are closed.