يشكو العديد من مراجعي عيادة الدكتور محمد ابو لباد أخصائي الأطفال وحديثي الولادة من إصابة طفلهم الرضيع بالمغص؛ ويتمثل ذلك ببكاء الرضيع السليم بشكلٍ متكرر ومطوّل وانزعاجه باستمرار، ويصعب على الأهل في الكثير من الحالات إشعاره بالراحة أو تهدئته، وغالبًا ما تحدث هذه النوبات في الليل، وعند بلوغ الرضيع عمر 6 أسابيع تقريبًا تبلغ نوبات المغص ذروتها ثمّ تصبح أخف بعد عمر 3-4 أشهر، وبمرور الوقت قد يزول البكاء المفرط ويتحسن الطفل.
أعراض مغص الرضع
يوضح لنا الدكتور محمد ابو لباد فيما يلي أعراض مغص الرضع:
- بكاء الطفل بشدّة لمدة 3 ساعات أو أكثر يوميًّا، خلال 3 أيام أو أكثر في الأسبوع، ويستمر ذلك لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
- بكاء الرضيع دون وجود مبرر؛ فلا يكون جائعًا وليس هناك حاجة لتغيير الحفاظ ولكنه لا يزال يبكي.
- شعور الطفل بانزعاج شديد حتى بعد البكاء.
- احمرار وجه الطفل أو تغير لونه.
- تعرض الجسم للتوتر، فقد يصاب الطفل بتيبس الساقين أو شدهما، أو شد قبضتي اليد، أو تقوس الظهر.
- شعور الطفل بالراحة بعد خروج الغازات أو التبرز في بعض الأحيان، وقد يكون هذا مرتبطًا بابتلاع الطفل للهواء أثناء البكاء.
- حدوث البكاء في نفس الوقت تقريبًا من كل يوم، وقد يختلف هذا الأمر من طفل لآخر، فقد يكون في وقت مبكر من المساء، أو وقت متأخر بعد الظهر.
- إغماض الطفل لعينيه أو فتحهما على نطاق واسع، وحبس النفس لفترة قصيرة.
- ازدياد نشاط الأمعاء، وإخراج الغازات، أو البصق.
- تأثر الأكل والنوم عند الطفل لكثرة البكاء.
أسباب وعوامل خطر مغص الرضع
في الحقيقة إن سبب مغص الرضع غير معروف إلى الآن، ولكن يُعتقد بأنّ العديد من العوامل قد تلعب دورًا مهمًّا في إصابة الطفل بالمغص، ومنها:
- عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي.
- خلل في توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
- الإصابة بالحساسية الغذائية.
- إصابة الطفل بنقص التغذية، أو الإفراط في تغذية الطفل.
- عسر الهضم أو الغازات.
- رد فعل عاطفي ناجم عن خوف الطفل أو شعوره بالإحباط.
- شكل مبكر للصداع النصفي في مرحلة الطفولة.
تشخيص مغص الرضع
يتم تشخيص مغص الرضع في حال ثبات بكاء الطفل بشدّة لمدة 3 ساعات أو أكثر يوميًّا، خلال 3 أيام أو أكثر في الأسبوع، مع استمرار ذلك لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
وعند مراجعة عيادة الدكتور محمد أبو لباد لهذا السبب؛ فإنه يبدأ بمراجعة تاريخ الطفل الطبي وإجراء فحص جسدي وبعض الاختبارات لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى، مثل الحساسية، أو ارتجاع المريء، أو العدوى، ومن المستحسن عادةً للآباء الاحتفاظ بسجل لما يلي لمساعدة الطبيب على تشخيص الطفل:
- وقت حدوث نوبات البكاء.
- أوقات نوم الطفل.
- عدد مرات تناول الطعام وطبيعة الغذاء.
- نمط حركات الأمعاء لدى الطفل وعددها.
علاج مغص الرضع
يوصي الدكتور محمد ابو لباد بالعديد من الخيارات العلاجية التي تساعد على تهدئة الطفل قدر الإمكان وعلاج مغصه، ومنها:
استراتيجيات مهدئة للطفل
تساعد بعض الأمور على تهدئة الطفل، علمًا أنّه لا بدّ من تجربتها للتأكد إن كانت ستنفع الطفل أم لا، ومنها ما يلي:
- استخدم لهاية الطفل.
- اترك الطفل في سريره لبعض الوقت، لمنحه الشعور الكافي بالراحة، إذ إنّ كثرة حمله وإنزاله قد يزيد البكاء أحيانًا.
- خذ الطفل في نزهة على عربة الأطفال، أو جولة في السيارة.
- هز الطفل برفق.
- لف الطفل ببطانية.
- قم بتحميم الطفل حمامًا دافئًا.
- ضع الطفل على بطنه، أو افرك بطنه برفق.
- شغل أصوات هادئة، أو استخدم أصوات الضوضاء البيضاء؛ كصوت مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية.
- أخفض الأضواء وإنارة الغرفة.
- احضن الطفل واحمله لملامسة الجلد بالجلد وإشعاره بالطمأنينة.
- تحدث إلى الطفل أو غني له.
ممارسات التغذية
تساعد الممارسات التالية على توفير الراحة للطفل وتقليل دخول الهواء لجهازه الهضمي:
- ارفعي رأس الطفل لمستوى أعلى من مستوى الجسم عند إرضاعه.
- شجعي طفلك على التجشؤ بعد الرضاعة، وذلك من خلال إجلاسه بوضعٍ مستقيم أو وضع رأسه على كتفك مع دعم رقبته ورأسه، ومن ثم فرك ظهره وبطنه برفق ليخرج الهواء.
- تحققي من أنّ فتحات حلمات الزجاجة ذات حجم مناسب، فقد يُسبب الحجم غير المناسب ابتلاع الهواء مع الحليب.
تغييرات في النظام الغذائي
من هذه التغييرات قد يوصي الطبيب بالتالي:
- الطفل الذي يشرب حليبًا صناعيًا: يوصى بهذه الحالة بما يلي:
- تجربة نوع مختلف من الحليب، إذ يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه بعض البروتينات الموجودة في الحليب الصناعي.
- إطعام الطفل وجبات أصغر ومتكررة.
- تجنب إطعام الطفل بسرعة كبيرة أو كميات كثيرة.
- تدفئة الحليب لدرجةٍ قريبةٍ من درجة حرارة الجسم.
- الطفل الذي يرضع طبيعيًّا: يوصي الطبيب بالتالي:
- ضرورة متابعة الأم لنظامها الغذائي، إذ إنّ الطعام والشراب يؤثر في الطفل، فتناول البقوليات وغيرها من الأطعمة التي تسبب الانتفاخ قد يؤدي إلى انتفاخ وغازات الطفل.
- استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
- تناول الأم أطعمة خالية من مسببات الحساسية الشائعة، مثل منتجات الألبان، والمكسرات، والقمح.
____________________________________________________
المراجع:
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/colic/symptoms-causes/syc-20371074
- https://middlesexhealth.org/learning-center/diseases-and-conditions/colic
- https://www.drugs.com/mcd/colic#treatment
- https://www.whattoexpect.com/first-year/health-and-safety/what-is-colic/#symptoms
- https://www.nhs.uk/conditions/colic/
- https://familydoctor.org/condition/colic/
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10823-colic
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10823-colic#diagnosis-and-tests
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10823-colic#management-and-treatment
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/162806#home-remedies